ويحذّر سبحانه في الآية اللاحقة من الاستجابة لهم والتعامل معهم بسبب كثرة أموالهم وأولادهم: بقوله: ( أن كان ذا مال وبنين ) .
وممّا لا شكّ فيه أنّ الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن ليستسلم لهؤلاء أبداً ،وهذه الآيات ما هي إلاّ تأكيد على هذا المعنى ،كي يكون خطّه الرسالي وطريقته العملية واضحة للجميع ،ولن تنفع جميع الإغراءات الماديّة في عدوله عن مهمّته الرسالية .
وبناءً على هذا فإنّ الجملة أعلاه تأتي تكملة للآية الكريمة: ( ولا تطع كلّ حلاّف مهين ) .
إلاّ أنّ البعض اعتبر ذلك بياناً وعلّة لظهور هذه الصفات السلبية ،حيث الغرور الناشئ من الثروة وكثرة الأولاد جرّهم ودفعهم إلى مثل هذه الرذائل الأخلاقية .ولهذا يمكن ملاحظة هذه الصفات في الكثير من الأغنياء والمقتدرين غير المؤمنين .إلاّ أنّ لحن الآيات يتناسب مع التّفسير الأوّل أكثر ،ولهذا اختاره أغلب المفسّرين .
/خ16