وللتأكيد على المفهوم المتقدّم يقول سبحانه مرّة أخرى: ( إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) .
وبلحاظ معرفة الباريء عزّ وجلّ بسبيل الحقّ وبمن سلكه ومن جانبه وتخلّف أو انحرف عنه ،فإنّه يطمئن رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنّه والمؤمنون في طريق الهداية والرشد ،أمّا أعداؤه فهم في متاه الضلالة والغواية .
وجاء في حديث مسند أنّ قريشاً حينما رأت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقدم الإمام علي ( عليه السلام ) على الآخرين ويجلّه ويعظّمه ،غمزه هؤلاء وقدحوا به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالوا: ( لقد فتن محمّد به ) هنا أنزل الله تعالى قرآناً وذلك قوله: ( ن والقلم ) وأقسم بذلك ،وإنّك يا محمّد غير مفتون ومجنون حتّى قوله تعالى: ( إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) حيث الله هو العالم بالأشخاص الذين ضلّوا وانحرفوا عن سواء السبيل ،وهي إشارة إلى قريش التي كانت تطلق هذه الاتهامات ،كما أنّه تعالى أعرف بمن اهتدى ،وهي إشارة إلى الإمام علي ( عليه السلام ){[5380]} .
/خ7