( هلك عنّي سلطانيه ) فليست أموالي لم تسعفني في هذه الشدّة ،بل أنّ قدرتي ومقامي وسلطتي هي الأخرى هلكت وزالت عنّي .
وخلاصة الأمر: إنّ الأموال والمقام والسلطان والقوّة ..كلّها لم تفدني ولم تدفع عنّي ما أنا ملاقيه من عقاب على ما أسرفت في السابق ،وقد وقفت بين يدي محكمة العدل الإلهي ،وأنا لا أملك أي قوّة تنفعني في هذا اليوم ،فقد ذهبت قدرتي ،وقطع أملي من كلّ شيء ،وتعطّلت بي الأسباب .وهكذا يكون المجرمون في نهاية الذلّ والخزي والندم ،ولات ساعة مندم .
اعتبر البعض معنى ال ( سلطان ) هنا هو الدليل والبرهان الذي يكون عاملا في الانتصار ،وبذلك يكون تفسير الآية ،أنّ المذنب يقول في ذلك اليوم: إنّي لا أملك أي دليل وحجّة أستطيع بها تبرير أعمالي في حضرة البارئ عزّ وجلّ .
وقيل أيضاً أنّ المراد من ( السلطان ) هنا ليس السلطة الحكومية ،ذلك لأنّ الداخلين إلى جهنّم ليسوا جميعاً سلاطين أو أمراء ،بل إنّ المراد هو سلطة الإنسان على نفسه وحياته وإرادته ،ولكن بما أنّ الكثير من أهل النار كانوا يتمتعون بسلطة ونفوذ في عالم الدنيا ،أو أنّهم كانوا من أصحاب الأموال ..لذا يمكن اعتبار وجهة النظر هذه صحيحة حسب الظاهر .
/خ29