/م134
وآخر هذه الآيات تبيّنمن خلال جملتين قصيرتينعاقبة كلّ هذا التعنت ،ونقض العهد ،فتقول بصورة مجملة ( فانتقمنا منهم ) .
ثمّ تشرح هذا الانتقام وتذكر تفصيله ( فأغرقناهم في اليم بأنّهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ){[1436]} .
إنّهم لم يكونوا غافلين واقعاً ،لأنّ موسى( عليه السلام ) ذكّرهم مراراً وبالوسائل المختلفة المتعددة ونبههم ،بل أنّهم تصرّفوا عملياً كما يفعل الغافلون ،فلم يعتنوا بآيات الله أبداً .
ولا شك أن المقصود من الانتقام الإِلهي ليس هو أنّ الله كان يقوم بردّ الفعل في مقابل أعمالهم ،كما يفعل الأشخاص الحاقدون الذين ينطلقون في ردود أفعالهم من مواقع الحقد والانتقام ،بل المقصود من الانتقام الإِلهي هو أن الجماعة الفاسدة وغير القابلة للإِصلاح لا يحق لها الحياة في نظام الخلق ،ولابدّ أن تمحى من صفحة الوجود .
والانتقام في اللغة العربيةكما أسلفنايعني العقوبة والمجازاة ،لا ما هو شائع في عرف الناس اليوم .