دعوتهم إلى الإيمان في حلقات عامّة وبصوت جهور ،ثمّ لم أكتف بهذا: ( ثمّ إنّي أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً ) قال بعض المفسّرين: إنّ نوحاً( عليه السلام ) اتّبع في دعوته ثلاثة أساليب مختلفة حتى يستطيع من النفوذ في هذا الجمع المعاند والمتكبر: كان يدعو أحياناً في الخفاء فواجه أربعة أنواع من الرفض ( وضع الأصابع في الآذان ،تغطية الوجوه بالملابس ،الإصرار على الكفر ،والاستكبار ) .
وكان يدعو أحياناً بالإعلان ،وأحياناً أخرى يستفيد من طريق التعليم العلني والسري ولكن أيّاً من هذه الأمور لم يكن مؤثراً{[5464]} .
من المعلوم أنّ الإنسان إذا ما نهج طريق الباطل إلى حدّ تتعمق في وجوده جذور الفساد وتنفذ في أعماق وجوده حتى تتحول إلى طبيعة ثانية فيه ،فإنّه سوف لا تؤثر فيه دعوة الصالحين ولا ينفع معه خطابات رسل اللّه .
/خ9