ثمّ يضيف سبحانه في الآية التالية: ( متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ) ذكر حالة ( الاتكاء على الأرائك ) إشارة إلى اطمئنانهم وارتياحهم الكاملين ،لأنّ الإنسان لا يجلس متكئاً عادة إلاَّ عند الراحة والاطمئنان والهدوء .
ويشير ذيل الآية إلى الاعتدال الكامل في الجنان ،ولا يعني هذا انعدام الشمس والقمر في الجنان ،بل بسبب ظلال أشجار الجنان لا تكون أشعة الشمس مؤذية .
( زمهرير ): من مادة ( زمهر ) وهو البرد الشديد ،أو شدّة الغضب أو احمرار العين من أثر الغضب ،والمراد هنا هو المعنى الأول ،وورد في الحديث: أنّ في جهنّم نقطة تتلاشى فيها الأعضاء من شدّة البرد{[5646]} .
( أرائك ): جمع «أريكة » ،وتطلق في الأصل على الأسرّة التي توضع في غرفة العروس ،والمراد هنا الأسرّة الجميلة والفاخرة .
نقل المفسر المشهور الآلوسي في روح المعاني في حديث عن ابن عباس قال: قال النبي( صلى الله عليه وآله ): «بينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا ضوءاً كضوء الشمس ،وقد أشرقت الجنان به فيقول أهل الجنّة يا رضوان ما هذا ؟وقد قال ربّنا لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ،فيقول لهم رضوان: ليس هذا بشمس ،ولا قمر ،ولكن علي وفاطمة ضحكا ،وأشرقت الجنان من ثغريهما » !