ثمّ يقول تعالى: ( ألم نجعل الأرض كفاتاً{[5681]} ،أحياءً وأمواتاً ){[5682]} .
«كفات »:على وزن كتابو( كفت )على وزن كشفهو جمع وضم الشيء للآخر ،ويقال أيضاً لسرعة طيران الطيور «كفات » لجمعه لأجنحته حال الطيران السريع حتى يتمكن من شق الهواء والتقدم أسرع .
والمراد هو أنّ الأرض مقر لجميع البشر: إذ تجمع الأحياء على ظهرها وتهيء لهم جميع ما يحتاجونه ،وتضم أمواتهم في بطنها ،فلو أنّ الأرض لم تكن مهيأة لدفن الأموات لسببت العفونة والأمراض الناتجة منها فاجعة لجميع الأحياء .
نعم ،إنّ الأرض هي كالأُم التي تجمع أولادها حولها وتضمهم تحت أجنحتها ،وتغذيهم ،وتلبسهم ،وتسكنهم ،وتقضي جميع حوائجهم ،وتحفظ أمواتهم في قلبها أيضاً ،وتمتصهم وتزيل مساوئ آثارهم .
وفسّر بعضهم «الكفات » بالطيران السريع ،والآية تشير إلى حركة الأرض حول الشمس والحركات الأُخرى والتي كانت غير مكتشفة زمن نزول القرآن .