ويتغيّر لحن الخطاب في الآية الأخيرة من الآيات المبحوثة ،فينتقل من التكلم عن الغائب إلى مخاطبة الحاضر: ويهدد القرآن بنبرات غاضبة أولئك المجرمين ،ويقول: ( فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذابا ) .
فصرخاتكم ب «يا وليتنا » وطلبكم العودة إلى الدنيا لإصلاح ما أفسدتم ،لن ينفعكم ،وكل ما ستنالونه هو الزيادة في العذاب ولا مِن مغيث .
وهذا هو جزاء أولئك الذين يواجهون دعوات الأنبياء الداعية إلى اللّه والإيمان والتقوى ،بقولهم: ( سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ){[5743]} .
وهذا هو جزاء الذين ينفرون من سماع واستماع ما تتلى عليهم من آيات اللّه ،كما قال تعالى: ( وما يزيدهم إلاّ نفوراً ){[5744]} .
وأخيراً ..فالعذاب الأليم جزاء كلّ مَن لا يتورع عن اقتراف الذنوب ،ولا يسعى صوب الأعمال الصالحة .
حتى روي عن النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: «هذه الآية أشدّ ما في القرآن على أهل النّار »{[5745]} .
كيف لا ..وهي التي تحمل بين ثناياها الغضب الإلهي ،وتسدّ كلّ أبواب الأمل للخلاص من جهنّم ،ولا تعد أهل النّار إلاّ زيادة في العذاب .