التّفسير
ممّا وعد اللّه المتقين:
كان الحديث في الآيات السابقة منصباً حول خاتمة المجرمين والطغاة وما يلاقونه من أليم العذاب وموجباته ،وينتقل الحديث في الآيات أعلاه لتفصيل بعض ما وعد اللّه المؤمنين والمتقين من النعم الخالدة والثواب الجزيل ،عسى أن يرعوي الإنسان ويتبع طريق الحق من خلال مقايسته لما يعيشه كلّ من الفريقين ،على ضوء تفكيره بمصيره الأبدي .
وكذا هو الحال في الأسلوب القرآني ،كما في بقية السور الأخرى ،فهو يضع متضادات الحالات والأحوال في طبق واحد ،ليتمكن الإنسان بسهولة من اكتشاف خصائص وشؤون أيّاً منها .
فيقول ،مبتدئا الحديث: ( إنّ للمتقين مفازاً ) .
«المفاز »: اسم مكان ،أو مصدر ميمي من ( الفوز ) بمعنى الوصول إلى الخير بسلام ،ويأتي بمعنى النجاة أيضاً وهو من لوازم المعنى الأوّل .
وقد جاءت «مفازاً » بصيغة النكرة للإشارة إلى الفتح العظيم والوصول إلى خير وسعادة لا يعلم قدرهما إلاّ اللّه عزّ وجلّ .
/خ37