/م7
وفي المرحلة الرابعة: تكون عملية «التركيب » وإعطاء الصورة النهائية للإنسن نسبةً إلى بقية الموجودات .
نعم ،فقد تكرم الباري بإعطاء النوع الإنساني صورة موزونة عليها مسحة جمالية بديعة قياساً مع بقية الحيوانات ،وأعطى الإنسان فطرة سليمة ،وركّبه بشكلٍّ يكون فيه مستعداً لتلقي كلَّ علم وتربية .
ومن حكمة الباري أن جعل الصور الإنسانية مختلفة متباينة ،كما أشارت إلى ذلك الآية ( 22 ) من سورة الروم: ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) ،ولولا الاختلاف المذكور لاختل توازن النظام الإجتماعي البشري .
ومع الاختلاف في المظهر فإنّ الباري جلّ شأنه قدّر الاختلاف والتفاوت في القابليات والإستعدادات والأذواق والرغبات ،وجاء هذا النظم بمقتضى حكمته ،وبه يمكن تشكيل مجتمع متكامل سليم وكلّ حوائجه ستكون مؤمَّنَة .
وتلخص الآية ( 4 ) من سورة التين خلق اللّه للإنسان بصورة إجمالية: ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) .
والخلاصة: فالآيات المبحوثة ،إضافة لآيات أُخرَ كثيرة تهدف وبشكلٍّ دقيق إلى تعريف الإنسان المغرور بحقيقته ،منذ كان نطفة قذرة ،مروراً بتصويره وتكامله في رحم اُمّه ،حتى أشدّ حالات نموه وتكامله ،وتؤكّد على أنّ حياة الإنسان في حقيقتها مرهونة بنعم اللّه ،وكلُّ حيّ يفعم برحمة اللّه في كل لحظات حياته ،ولابدّ لكلّ حي ذي لبّ وبصيرة من أنْ يترحل من مطية غروره وغفلته ،ويضع طوق عبودية المعبود الأحد في رقبته ،وإلاّ فالهلاك الحتمي .
/خ12