وينتقل بنا العرض القرآني من كتاب ( التكوين ) إلى كتاب ( التدوين ) ،فيقول: ( وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ) .
القرآن كالشمس يحمل دليل صدقه بنفسه ،وتتلألأ أنوار الإعجاز من بين جنباته ،ويشهد محتواه على أنّه من الوحي الإلهي وكل منصف يدرك جيداً لدى قراءته له أنّه فوق نتاجات عقول البشر ولا يمكن أن يصدر من إنسان مهما كان عالماً ،فكيف بإنسان لم يتلق تعليماً قط وقد نشأ في بيئة جاهلية موبوءة بالخرافات !...
ويراد ب «السجود » هنا: الخضوع والتسليم والطاعة{[5891]} ،أمّا السجود المتبادر إلى الذهن بوضع الجبين على الأرض ،فهو أحد مصاديق مفهوم السجود ،ولعل هذا هو ما ورد في الرّوايات من سجود النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند قراءته لهذه الآية .
والسجود في هذه الآية مستحب عند فتاوى فقهاء أهل البيت( عليهم السلام ) ،فيما يوجب ذلك فقهاء المذاهب الأربع ،إلاّ ( مالك ) ،فإنّه يقول بالسجود عند الانتهاء من تلاوة السّورة{[5892]} .
/خ25