وأما «اللسان » ،فهو أهم وسائل ارتباط الإنسان بغيره من ابناء جلدته ،ونقل المعلومات وتبادلها بين أبناء البشر في الجيل الواحد وفي الأجيال المتعاقبة ،وبدون هذه الوسيلة الهامّة من وسائل الإرتباط ما كان بإمكان الإنسان اطلاقاً أن يرتقي إلى ما ارتقى إليه في العلم والمعرفة .
و«الشفتان »: تلعبان أوّلاً دوراً هامّاً في النطق ،إذ أن الشفتين مخرج لكثير من الحروف ،والشفتان تقومان بدور أيضاً في هضم الطعام والمحافظة على رطوبة الفم ،وشرب الماء ،ترى لو انعدمت الشفتان فماذا كان وضع الإنسان في أكله وشربه ونطقه والمحافظة على ماء فمه وحتى جمال وجهه وشكله ؟!
بحث
عجائب اللسان
اللسان بدوره من الأعضاء الهامة في بدن الإنسان ،وينهض بأعباء هامّة فهو عامل مهم في مضغ الطعام وبلعه ،يدفع باللقمة إلى الأسنان ويلتقطتها دون أن يتعرض هو للقطع .
وقد يحدث نادراً أن يقع اللسان في مصيدة الأسنان أثناء الأكل ،فنستغيث من الألم ،ونفهم عندئذ مدى مهارة اللسان في تجنب الإنزلاق تحت الأسنان مع أنّه ملاصق لها !!
واللسان بعد ذلك ينظف جوف الفم والأسنان من بقايا الطعام .
وأهم من ذلك ،دور اللسان في الكلام بتحركه السريع المتواصل المنظم في الجهات الست ،وهو دور عجيب ،والإمعان فيه يثير الدهشة والحيرة فقد يسرّ اللّه تعالى للانسان وسيلة سهلة للتكلم وفي متناول الجميع فلا يصيبها تعب ولا نصب ولا ملل ولا تكلّف الإنسان خرجاً !!
وأعجب من ذلك موضوع استعداد الإنسان للكلام ،وهذا الاستعداد أودعه اللّه في الإنسان ليستطيع من خلال تكوين الجمل بأشكال لا تعدّ ولا تحصى أن يبيّن ما لا نهاية له من الغايات .
وأهم من ذلك أيضاً تنوّع اللغات وقابلية الإنسان على وضع لغات مختلفة ،وتتّضح هذه الأهمية من خلال مطالعة مفردات آلاف اللغات المنتشرة في العالم ...حقّاً «العظمة للّه الواحد القهار !» .