بل هدفه رضا اللّه لا غير: ( إلاّ ابتغاء وجه ربّه الأعلى ) .
بعبارة اُخرى: كثير من الإنفاق بين النّاس يتمّ ردّاً على إنفاق مشابه سابق من الجانب الآخر ،طبعاً ردّ الإحسان بالإحسان عمل صالح ،لكن حسابه يختلف عمّا يصدر عن الأتقياء من إنفاق مخلص .
الآيات المذكورة أعلاه تقول: إنفاق المؤمنين الأتقياء ليس رياء ولا ردّاً على خدمات سابقة قدمت إليهم ،بل دافعها رضا اللّه لا غير ،ومن هنا كان إنفاقهم ذا قيمة كبرى .
التعبير بكلمة «وجه » هنا يعني «الذات » ،أي رضا ذات الباري تقدست أسماؤه .
وعبارة «ربّه الأعلى » تشير إلى أن هذا الإنفاق يتمّ عن معرفة كاملة ...عن معرفة بربوبية الباري تعالى ،وعلم بمكانته السامية العليا ،وهذا الاستثناء ينفي أيضاً كلّ نية منحرفة ،مثل الإنفاق من أجل السمعة والوجاهة وأمثالها ...ويجعله منحصراً في طلب رضا اللّه سبحانه{[6035]} .
/خ21