وفي خاتمة السّورة ذكر بعبارة موجزة لما ينتظر هذه المجموعة من أجر عظيم تقول الآية: ( ولسوف يرضى ) .
نعم ،ولسوف يرضى ،فهو قد عمل على كسب رضا اللّه ،واللّه سبحانه سوف يرضيه ،إرضاء مطلقاً غير مشروط إرضاء واسعاً غير محدود ...إرضاء عميق المعنى يستوعب كلّ النعم ... إرضاء لا يمكننا اليوم حتى تصوّره ...وأي نعمة أكبر من هذا الرضى !
نعم ،اللّه أعلى ،وجزاؤه أعلى ،ولا أعلى من رضا العبد رضا مطلقاً .
احتمل بعض المفسّرين أن يكون الضمير في «يرضى » عائداً إلى اللّه سبحانه أي إن ّ اللّه سوف يرضى عن هذه المجموعة ،وهذا الرضا أيضاً نعمة ما بعدها نعمة .
نعمة رضا اللّه عن هذا العبد بشكل مطلق غير مشروط ،ومن المؤكّد أنّ هذا الرضا يتبعه رضا العبد الأتقى .
فالاثنان متلازمان ،وقد جاء في الآية ( 8 ) من سورة البينة قوله سبحانه: ( رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ) وقوله تعالى في الآية ( 28 ) من سورة الفجر: ( راضية مرضية ) .لكنّ التّفسير الأوّل أنسب .
/خ21