ثمّ تتحدث الآيات التالية عن بعض أعمال الطغاة المغرورين ،مثل صدّهم عباد اللّه عن السير في طريق الحقّ .
( أرأيت الذي ينهى ) .
( عبداً إذا صلّى ) ؟!
ألا يستحق مثل هؤلاء عذاباً سحيقاً ؟!
وفي الحديث أن أبا جهل قال: «هل يعفّر محمّد وجهه بين أظهركم ( أي هل يسجد محمّد بينكم ) ؟قالوا: نعم ،قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنَّ على رقبته .فقيل له: ها هو ذاك يصلّي ،فانطلق ليطأ على رقبته ،فما فاجأهم إلاّ وهو ينكص على عقبيه ،ويتقي بيديه .فقالوا: مالك يا أبا الحكم ؟!قال: إنّ بيني وبينه خندقاً من نار ،وهولاً ،وأجنحة .وقال نبيّ اللّه: والذي نفسي بيده لو دنا منّي لاختطفته الملائكة عضواً عضواً .فأنزل اللّه سبحانه: ( أرأيت الذي ينهى ) إلى آخر السّورة »{[6084]}
حسب هذه الرّواية: الآيات التي نحن بصددها لم تنزل في بداية البعثة ؛بل نزلت حين أعلنت الدعوة ،ولذلك قيل: إنّ الآيات الخمس الأولى هي التي كانت أوّل ما نزل من الوحي والباقي بعد ذلك بمدّة .
على أي حال ،سبب نزول الآيات لا يمنع من سعة مفهومها .
/خ14