{ أرءيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} أي يمنعه عن الصلاة ،وعبر بالنهي إشارة إلى عدم اقتداره على غير ذلك ،قال ابن عطية:لم يختلف المفسرون في أن الناهي أبو جهل ،والعبد المصلي النبي صلى الله عليه وسلم ،كما روي في الصحيحين ،ولفظ البخاري{[7517]} عن ابن عباس"قال أبو جهل:لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه .فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:لو فعله لأخذته الملائكة ".وفي الآية تقبيح وتشنيع لحال ذاك الكافر ،وتعجيب منها ،وإيذان بأنها من الشناعة والغرابة بحيث يجب أن يراها كل من يأتي منه الرؤية ،ويقضي منها العجب ،ولفظ ( العبد ) وتنكيره لتفخيمه عليه السلام ،واستعظام النهي وتأكيد التعجب منه ،قيل:إنه من إرخاء العنان في الكلام المنصف إذ قال{ ينهى} ولم يقل ( يؤذي ) و{ عبدا} دون ( نبيا ) ،والرؤية ههنا بصرية ،وفيما بعدها قلبية معناه أخبرني ،فإن الرؤية لما كانت سببا للإخبار عن المرئي أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستخبار عن متعلقها ،قاله أبو السعود .
وقال الإمام:كلمة{ أرأيت} صارت تستعمل في معنى ( أخبرني ) على أنها لا يقصد بها في مثل هذه الآية الاستخبار الحقيقي ولكن يقصد بها إنكار المستخبر عنها وتقبيحها ،فكأنه يقول:ما أسخف عقل هذا الذي يطغى به الكبر فينهى عبدا من عبيد الله عن صلاته خصوصا وهو في حالة أدائها .