قوله تعالى:{وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودّا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون}
قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن قُهزاذ .حدثنا سلمة بن سليمان .أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن ابن شهاب .حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة ،عن عائشة .ح وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام وأبو بكر ابن إسحاق ( واللفظ لهما ) .قالا: أخبرنا أبو اليمان .أخبرنا شعيب عن الزهري .حدثني عبد الله بن أبي بكر ،أن عروة بن الزبير أخبره ،أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: جاءتني امرأة ،ومعها ابنتان لها .فسألتني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة .فأعطيتها إياها .فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها .ولم تأكل منها شيئا .ثم قامت فخرجت وابنتاها .فدخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته حديثها .فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من ابتُليَ من البنات بشيء ،فأحسن إليهن ،كنّ له سترا من النار ".
( صحيح مسلم4/2027-ك البر والصلة ،ب فضل الإحسان إلى البنات ح/2629 ) ،وأخرجه البخاري في( الصحيح-الزكاة ،ب اتقوا النار ولو بشق تمرة ح1418 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ،{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم} ،وهذا صنيع مشركي العرب ،أخبرهم الله تعالى ذكره ،بخبث صنيعهم ،فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله له ،وقضاء الله خير من قضاء المرء لنفسه ،ولعمري ما يدري أنه خير ،لرب جارية خير لأهلها من غلام .وإنما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه وتنتهوا عنه ،وكان أحدهم يغدو كلبه ،ويئد ابنته .