قوله:{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم} ،التبشير في اللغة يعني الإخبار الذي يؤثر في تغير بشرة الوجه .وكلا السرور والحزن ،يؤثر في تغير بشرة الوجه .فوجب بذلك أن يكون لفظ التبشير، حقيقة في كلا السرور والحزن .وسواد الوجه كناية عن الاغتمام والحزن .والإنسان إذا أصاب قلبه من الداخل كمد وغم ،تسرّب ذلك من الداخل إلى الأطراف ولا سيما الوجه ،لما بينه وبين القلب من صلة كبيرة .وبذلك يربدّ{[2546]} الوجه ويسفر ويسودّ ،ويظهر فيه أثر الحزن أو الهم أو الغم أو الكمد ،أو غير ذلك من مختلف الإحساسات والمشاعر .ولقد كانت العرب تكره البنات ،وتستاء من جيئتهن أبلغ استياء .وكان أحدهم إذا أخبر بولادة الأنثى ،حزن بالغ الحزن ،واغتم أشد الاغتمام ،فظهر أثر ذلك على وجهه ؛إذ يصير مسودّا ،أي: متغيرا .والاسوداد كناية عن الغم والكآبة ،والتبرم بولادة البنت .وقيل: المراد سواد اللون من فرط الخجل والتسخط .( وهو كظيم ) ،أي: ممتلئ غظيا .