قوله تعالى ( إن الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها )
أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( إن الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) فإذا جاءت آجالهم ، وانقطعت مدتهم صاروا كالبعوضة ، تحيا ما جاعت وتموت إذا رويت . فكذلك هؤلاء الذين ضرب لهم هذا المثل إذا امتلئوا من الدنيا ريا أخذهم الله فأهلكهم .
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم عن الحسن بن أبي الربيع قال:أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة قال: لما ذكر الله تبارك وتعالى العنكبوت والذباب قال المشركون:ما بال العنكبوت والذباب يذكران ؟فأنزل الله ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) .
ثم قال ابن أبي حاتم:وروي عن الحسن وإسماعيل بن أبي خالد نحو قول السدي وقتادة . والإسناد إلى قتادة حسن ، وكون هذا السبب روي من طرق أخرى فإن هذه الطرق المرسلة يقوي بعضها بعضا .
قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) .
واخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قوله ( مثلا ما بعوضة ) يعني الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنون ويعلمون انها الحق من ربهم ويهديهم الله بها ويضل بها الفاسقين يقول: يعرفه المؤمنون فيؤمنون به ويعرفه الفاسقون فيكفرون به .
واخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) يعني:هذا المثل .
أخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة ، قوله ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم ) أي يعلمون أنه كلام الرحمن وانه الحق من الله ) .
وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) فهم اهل النفاق .
قوله تعالى ( وما يضل به إلا الفاسقين )
وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الصحيح عن قتادة قوله ( وما يضل به إلا الفاسقين ) فسقوا فأضلهم الله على فسقهم .