قوله تعالى ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه )
اخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) إلى قوله ( أولئك هم الخاسرون ) قال هي ست خصال في المنافقين إذا كانت فيهم الظهرة على الناس أظهروا هذه الخصال:إذا حدثوا كذبوا ، وإذا وعدوا اخلفوا ، وإذا اؤتمنوا خانوا ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه ، وقطعوا ما امر الله به أن يوصل ، وأفسدوا في الأرض ، وإذا كانت الظهرة عليهم أظهروا الخصال:إذا حدثوا كذبوا ، وإذا وعدوا أخلفوا ، وإذا اؤتمنوا خانوا .
وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة:قوله ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) ، فإياكم ونقض هذا الميثاق ، فإن الله قد كره نقضه وأوعد فيه ، وقدم فيه فبآي القرآن حجة وموعظة ونصيحة ، وإنا لا نعلم الله جل ذكره أوعد في الذنب ما أوعد في نقض الميثاق . فمن أعطى عهد الله وميثاقه من ثمرة قلبه فليف به لله .
أخرج ابن أبي حاتم عن احمد بن سنان الو اسطي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال: سألت أبي فقلت قوله ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) إلى آخر الآية . فقال هم الحرورية .
ورجاله ثقات وإسناده صحيح . قال ابن كثير:وهذا الإسناد وغن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو تفسير على المعنى لا أن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا علىبالنهر وان فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية وإنما هم داخلون بوصفهم فيها مع من دخل لنهم سموا بالخوارج لخروجهم عن طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام ( التفسير 1/124 ) .
قوله تعالى ( ويقطعون ما امر به ان يوصل )
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عند هذه الآية:لم يبين هنا هذا الذي امر به ان يوصل وقد أشار إلى ان منه الأرحام بقوله ( فهل عسيتم عن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) سورة محمد:22 .
واخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة ( ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ) فقطع والله ما امر الله به ان يوصل بقطيعة الرحم والقرابة .
قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن الصباح ثنا يزيد بن هارون ، ويحيى بن عباد ، وشبابه بن سوار . قالوا:ثنا شعبة عن عمرو بن قرة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: الحرورية الذين قال الله ( ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ) . والسياق: ليزيد .
وإسناده صحيح وانظر قول الحافظ ابن كثير آنفا .