وقد وصفهم تعالى بقوله:{الذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ} أي: الّذين تركوا العملَ بعهد الله ،وهو وصيّتُه لهم ،وأمرُه إياهم بلزوم طاعته وتحاشي معصيته .
وعهدُ الله هو العهد الذي أنشأه في نفوسهم بمقتضى الفطرة ،تدركه العقول السليمة ،وتؤيده الرسل والأنبياء .
أما نقضُهم له ،فهو أنهم يقطعون ما أمر الله به أن يكون موصولا ،كوصل الأقارب وذوي الأرحام ،والتوادّ والتراحم بين بني الإنسان ،وسائر ما فيه عمل خير .وعلاوة على ذلك تجدُهم يفسدون في الأرض بسوء المعاملة ،وإثارة الفتن ،وإيقاد الحروب ،وإفساد العمران .
وجزاء هؤلاء أنهم هم الخاسرون ،لكل توادٍّ وتعاطف وتراحم بينهم وبين الناس في الدنيا ،ولهم الخزي والعذاب في الآخرة .