قوله تعالى ( وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبدة بن سليمان عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس قال:إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض .
ورجاله ثقات على شرط الشيخين وإسناده صحيح . وأبو الضحى هو مسلم بن صبيح الهمذاني .
وأخرجه ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية قال:قال الله تبارك وتعالى ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) قال:خلق الله آدم يوم الجمعة وأدخله الجنة يوم الجنة فجعله في جنات الفردوس .
وله شاهد من الصحيح كما سيأتي عند قوله تعالى ( فأخرجهما مما كانا فيه ) .
وقوله تعالى ( أنت وزوجك ) يوحي ان حواء قد خلقت . وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خلقها فأخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة مرفوعا:"استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء ".
( فتح الباري رقم 3331-أحاديث الأنبياء ، ب خلق آدم وذريته ) ، ( وصحيح مسلم رقم 60-الرضاع ، ب الوصية بالنساء ) . واللفظ للبخاري . قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر وقيل من ضلعه القصير . وأخرجه ابن إسحاق وزاد اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم . ( فتح الباري 6/368 ) .
قوله تعالى ( وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ...)
وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قوله ( رغدا ) قال:لا حساب عليهم .
وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن سعيد عن قتادة قوله ( يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ) ثم إن البلاء الذي كتب على الخلق ، كتب على آدم كما ابتلي الخلق قبله ، أن الله جل ثناؤه أحل له ما في الجنة أن يأكل منها رغدا حيث شاء ، غير شجرة واحدة نهي عنها ، وقدم إليه فيها ، فما زال البلاء حتى وقع بالذي نهي عنه .
انظر الآية رقم ( 58 ) من السورة نفسها .