قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم )
قال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية:لم يبين هنا هل لهم ذلك قبل خلق آدم أو بعد خلقه ؟وقد صرح في سورة الحجر وص بأنه قال لهم ذلك قبل خلق آدم . فقال في الحجر ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين .فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) .
و قال في سورة ص ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين .فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) .
واخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قول الله ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) قال للملائكة الذين كانوا في الأرض .
قوله تعالى ( فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر )
وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن معمر عن قتادة قوله ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ) الكهف:50 . كان من قبيل من الملائكة يقال لهم:الجن .
وهذا التفسير مستنبط من قوله تعالى ( فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .
وأخرج الطبري عن محمد بن بشار ، قال:حدثنا ابن أبي عدي عن عوف ، عن الحسن ، قال:ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم أصل الإنس .
وذكره ابن كثير وصحح إسناده ( التفسير 1/140 ) .
قال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية:لم يبين هنا موجب استكباره في زعمه ، ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) الأعراف:12 . وقوله ( قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون ) الحجر:33 .
وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن سعيد عن قتادة قوله ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم أكرم الله آدم ان أسجد له وملائكته .
ومعنى:استكبر أي تكبر فالسين للمبالغة .
( انظر تفسير القاسمي 2/101 )
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الكبر وخطره ، فأخرج مسلم بإسناده عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ...الكبر بطر الحق وغمط الناس ".
( الصحيح رقم 147 –الإيمان ، ب تحريم الكبر وبيانه ) .
وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الصحيح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله ( أبى واستكبر وكان من الكافرين ) حسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة ، وقال:أنا ناري وهذا طيني . فكان بدء الذنوب الكبر ، استكبر عدو الله ان يسجد لآدم .
قوله تعالى ( وكان من الكافرين )
أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( وكان من الكافرين ) يعني:من العاصين .
وأخرج البغوي عند هذه الآية بإسناده عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنا جرير ووكيع وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ويقول ياويله امر ابن آدم بالسجود فأطاع فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار ".
( التفسير 1/63 ) وإسناده صحيح . وأخرجه مسلم في ( صحيحه من حديث أبي هريرة –كتاب الإيمان ، ب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة رقم 133 ) .