قوله تعالى ( وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب )
أخرج الشيخان بسنديهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال:ما هذا قالوا:هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال:فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه .
( صحيح البخاري رقم 2004-الصيام ،باب صيام يوم عاشوراء ) ،( وصحيح مسلم رقم128- الصيام ،باب أي يوم يصام عاشوراء ) . واللفظ للبخاري . وذكره ابن كثير في ( التفسير1/167 ) .
قال الشيخ الشنقيطي:قوله تعالى( يسومونكم سوء العذاب ) بينه بقوله بعده ( يذبحون أبناءكم ...)الآية .
وقال الطبري:حدثنا به العباس بن الوليد الآملي ، وتميم المنتصر الو اسطي قالا ، حدثنا يزيد بن هارون قال ، أخبرنا الأسبغ بن زيد( الجهني ) قال ، حدثنا ،القاسم ابن أبي أيوب قال ، حدثنا سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال:تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم خليله-أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا ، وائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالا معهم الشفار ، يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه ففعلوا فلما رأوا ان الكبار من بني إسرائيليموتون بآجالهم ، وان الصغار يذبحون ، قال:توشكون أن تفنوا بني إسرائيل ، فتصيروا إلى أن تباشروا من الأعمال والخدمة ما كانوا يكفونكم . فاقتلوا عاما كل مولود ذكر ، فتقل أبناؤهم ، ودعوا عاما . فحملت ام موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان ، فولدته علانية آمنة ، حتى إذا كان القابل حملت بموسى .
ورجاله ثقات إلا الأصبغ صدوق يغرب والخبر ليس من غرائبه لأنه روي من طرق أخرى( انظر مثلا تفسير الطبري رقم 892 ) . وغالبا ما يكون من أخبار اهل الكتاب ولكن لا ضير لن هذا الخبر من قبيل السكوت عنه فلا نصدقه ولا نكذبه ونسوقه لا اعتقادا بسلامته من التحريف وإنما للتوسع في باب الأخبار والاستشهاد والاعتبار وأن الإسناد صح إلى ابن عباس ( انظر تفسير القاسمي 1/45 ، 44 ) .
قوله تعالى ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم )
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( بلاء من ربكم عظيم )قال:نعمة . ثم قال ابن أبي حاتم وروي عن مجاهد وأبي مالك والسدي نحو ذلك .