قوله تعالى{بئسما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده}
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس يقول الله{بئسما اشتروا به أنفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده}أي أن الله جعله في غيرهم .
واخرج بسنده الجيد عن أبي العالية{أن يكفروا بما انزل الله}قال:هم اليهود كفروا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وبه عن أبي العالية{بما أنزل الله}قال:هم اليهود قال لنبيه صلى الله عليه وسلم{بئسما اشتروا به أنفسهم ان يكفروا بما أنزل الله بغيا}يعني:حسدا .
وأخرجه الطبري بلفظه بسنده الحسن عن قتادة .
قوله تعالى{فباءوا بغضب على غضب}
أخرج عبد الرزاق عن الثوري عن أبي بكير ، عن عكرمة في قوله{فباءوا بغضب على غضب}قال:كفرهم بعيسى وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم .
( التفسير ص41 ) . أبو بكير:في الأصل أبو بكر والتصويب من رواية الطبري وأيضا ، فإن أبا بكير اسمه مرزوق التيمي الكوفي معروف بالرواية عن عكرمة وبرواية الثوري عنه . ورجال الإسناد ثقات إلا أبا بكر فقد ذكره ابن حبان في الثقات كما صرح الحافظ ابن حجر( انظر تهذيب التهذيب10/87 ) ، إلا ان هذه الرواية قد ثبتت من طرق أخرى كما سيأتي فالإسناد حسن على الأقل . وأخرجه ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية بنحوه . وأخرجه الطبري بسنده الحسن عن قتادة بلفظ:غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وبعيسى ، وغضب عليهم بكفرهم بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى{وللكافرين عذاب مهين}
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله{عذاب مهين}يعني بالمهين:الهوان .
وانظر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر تفسير آية( 37 ) من هذه السورة .
وقال الإمام أحمد:حدثنا ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شئ من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار ".
( المسند2/179 ) ، وأخرجه الترمذي ( السنن- صفة القيامة رقم2492 ) ، من طريق عبد الله ابن المبارك عن محمد بن عجلان به . ثم قال:حديث حسن صحيح . وحسنه الشيخ الألباني ( صحيح الجامع6/327 ) ، وذكر ابن كثير رواية الإمام أحمد( التفسير1/223 ) .