قوله تعالى{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم}وهو القرآن الذي انزل على محمد مصدق لما معهم من التوراة والإنجيل .
وقال ابن أبي حاتم:أخبرنا محمد بن عبيد الله بن المنادي فيما كتب إلى ثنا يونس بن محمد ثنا شيبان النحوي عن قتادة قوله{ولما جاءهم كتاب من عند الله}قال:هو الفرقان الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم .
ورجاله ثقات إلا محمدا صدوق فالإسناد حسن .
قوله تعالى{وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}
قال محمد بن إسحاق:حدثني محمد بن أبي محمد اخبرني عكرمة او سعيد بن جبير عن ابن عباس أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور وداود بن سلمة:يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحن اهل شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته . فقال سلام بن مشكم اخو بني النضير:ما جاءنا بشئ نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم ، فأنزل الله في ذلك من قولهم{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم}الآية .
( انظر تفسير ابن كثير1/222 ) . وإسناده حسن تقدم وأخرجه الطبري من طريق يونس بن بكير عن إسحاق به . وكذا ابن أبي حاتم من طريق يونس به .
وأخرج عبد بن حميد عن شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله{يستفتحون}قال:يستنصرون .
( انظر تغليق التعليق4/172-174 ، وإسناده حسن ) .
قال الإمام احمد:ثنا يعقوب حدثني أبي عن ابن إسحاق قال حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن قش وكان من أصحاب بدر قال كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل قال فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير فوقف على مجلس عبد الأشهل قال سلمة وأنا يومئذ احدث من فيه سنا على بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار فقال ذلك لقوم اهل شرك أصحاب أوثان لا يرون ان بعثا كائن بعد الموت فقالوا له ويحك يا فلان ترى هذا كائن ان الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم قال نعم والذي يحلف به لود ان له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبق به عليه وأن ينجوا من تلك النار غدا . قالوا له ويحك وما آية ذلك قال نبي يبعث من نحو هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن قالوا ومتى تراه قال فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا فقال ان يستفيد هذا الغلام عمره يدركه قال سلمة فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا فأمنا به وكفر به بغيا وحسدا فقلنا ويلك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت قال بلى وليس به .
( المسند3/467 ) ، أخرجه أبو نعيم الأصفهاني( دلائل النبوة1/84 ) ، والبيهقي( دلائل النبوة2/79 ، 78 ) ، والحاكم( المستدرك3/417 ) ، من طريق محمد بن إسحاق به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . وذكره الهيثمي ونسبه إلى أحمد والطبراني ثم قال:ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع( مجمع الزوائد8/230 ) . وذكره السيوطي ونسبه إليهم وزاد ابن قانع( الدر1/217 ) .
وأخرج الطبري بسنده الحسن عن سعيد عن قتادة قوله{وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} كانت اليهود تستفتح بمحمد صلى الله عليه وسلم على كفار العرب من قبل ، وقالوا:اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده في التوراة يعذبهم ويقتلهم . فلما بعث الله محمدا صلى الله عيه وسلم فرأوا أنه بعث من غيرهم ، كفروا به حسدا للعرب ، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة{فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} .
وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مختصرا . ( التفسير ص41 ) ، وهو مرسل ويتقوى بالمرسل الثابت التالي:
فقد اخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قال:كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب:يقولون الله ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا حتى يعذب المشركين ونقتلهم . فلما بعث الله محمدا ، ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله . فقال الله{فلما جاءهم ما عرفوا به} . فلعنة الله على الكافرين .