/م89
التّفسير
كفروا بمَا دعوا النّاس إليه
هذه الآيات تتحدث أيضاً عن اليهود ومواقفهم ،هؤلاءكما ورد في أسباب النّزولهاجروا ليتخذوا من يثرب سكناً بعد أن وجدوا فيها ما يشير إلى أنها أرض الرّسول المرتقب ،وبقوا فيها ينتظرون بفارغ الصبر النّبي الذي بشرت به التوراة ،كما كانوا ينتظرون الفتح والنصر على الذين كفروا تحت لواء هذا النّبي ،لكنهم مع كل ذلك أعرضوا عن الرّسول وعن الرسالة ( وَلَمّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ الله مُصَدّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ...فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِريِنَ ) .
وهكذا تستطيع الأهواء والمصالح الشخصية أن تقف بوجه طالب الحقيقة ،مهما كان الفرد عاشقاً لهذه الحقيقة وتوّاقاً للوصول إليها فيتركها ويعرض عنها ،بل تستطيع الأهواء أيضاً أن تحوّل هذا الفرد إلى عدوّ لدود لهذه الحقيقة .
/خ90