قوله تعالى{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد . متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد}
قال ابن كثير:يقول تعالى لا تنظر إلى ما هؤلاء الكفار مترفون فيه من النعمة والغبطة والسرور ، فعما قليل يزول هذا كله عنهم ويصبحون مرتهنين بأعمالهم السيئة . فإنما نمد لهم فيما هم فيه استدراجا وجميع ما هم فيه{متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد}وهذه الآية كقوله تعالى:{ما يجادل في آيات الله غلا الذين كفروا فلا يغرنك تقلبهم في البلاد}وقال تعالى:{إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون . متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}وقال تعالى{نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ}وقال تعالى{فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}أي:قليلا ، وقال تعالى{أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد}والله ما غروا نبي الله ، ولا وكل إليهم شيئا من امر الله حتى قبضه الله على ذلك .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله:{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد}يقول:ضربهم في البلاد .