سبب النّزول:
/م196
التّفسير
سؤال مزعج:
السّؤال الذي مرّ ذكره في سبب نزول هذه الآيات والذي كان يطرحه بعض المسلمين في عصر النّبي يعتبر سؤالا عاماً يطرح نفسه على الناس في كل زمان ومكان .
فإِنّهم يرون كيف يتنعم العصاة والطّغاة ،والفراعنة والفسّاق ،ويرفلون في النعيم ،ويعيشون الحياة الرفاهية ،والرخاء العريض ،ويقيسونهغالباًبحياة الشدّة والعسرة التي يعيشها جماعة من المؤمنين ،ويقولون متسائلين: كيف ينعم أُولئك العصاةمع ما هم عليه من الإِثم والفساد والجريمةبمثل تلك الحياة الرخية ،بينما يعيش هؤلاءمع ما هم عليه من الإِيمان والتقوى والصلاحفي مثل هذه الشدّة والعسرة ،وربّما أدى هذا الأمر ببعض ضعفاء الإِيمان إِلى الشك والتّردد .
ولو أنّنا درسنا هذا السؤال بصورة دقيقة وجيدة ،وحللنا عوامل الأمر وأسبابه في كلا الجانبين ،لظهرت أجوبة كثيرة على هذا التساؤل ،وقد أشارت هذه الآيات إِلى بعضها ،ويمكننا الوقوف على بعضها الآخر بشيء من التأمل والفحص .
تقول الآية الأُولى من هذه الآيات: ( لا يغرّنّك تقلب الذين كفروا في البلاد ) والمخاطب في هذه الآية وإِن كان شخص النّبي الكريم( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،إِلا أنه من الواضح البيّن أن المراد هو عموم المسلمين .