ثم قال تعالى في ذم المنافقين: ( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ) أي: فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير ،إليك في مصائب تطرقهم بسبب ذنوبهم ،واحتاجوا إليك في ذلك ( ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا ) أي: يعتذرون إليك ويحلفون: ما أردنا بذهابنا إلى غيرك ،وتحاكمنا إلى عداك إلا الإحسان والتوفيق ،أي: المداراة والمصانعة ،لا اعتقادا منا صحة تلك الحكومة ، كما أخبرنا تعالى عنهم في قوله ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ) إلى قوله ( فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) .