القول في تأويل قوله:فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)
قال أبو جعفر:يعني بذلك جل ثناؤه:فكيف بهؤلاء الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وهم يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك ="إذا أصابتهم مصيبة "، يعني:إذا نـزلت بهم نقمة من الله ="بما قدمت أيديهم "، يعني:بذنوبهم التي سلفت منهم، (16) ="ثم جاؤوك يحلفون بالله "، يقول:ثم جاؤوك يحلفون بالله كذبًا وزورًا ="إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا ". وهذا خبرٌ من الله تعالى ذكره عن هؤلاء المنافقين أنهم لا يردعهم عن النفاق العِبر والنِّقم، وأنهم إن تأتهم عقوبة من الله على تحاكمهم إلى الطاغوت لم ينيبوا ولم يتوبوا، (17) ولكنهم يحلفون بالله كذبًا وجرأة على الله:ما أردنا باحتكامنا إليه إلا الإحسان من بعضنا إلى بعض، والصوابَ فيما احتكمنا فيه إليه.
--------------------
الهوامش:
(16) انظر تفسير"قدمت أيديهم"فيما سلف 2:368 / 7:447.
(17) في المطبوعة والمخطوطة:"وأنهم وإن تأتهم"، والأجود حذف الواو.