قوله تعالى: ( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسنا وتوفيقا أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) .تدل الآية في سياقها وظاهرها على تعلقها بالمنافقين وذلك من حيث كذبهم وافتراؤهم وانكشاف مقاصدهم .فهم إذا أصابتهم مصيبة العقاب من قصاص أو حد أو غير ذلك بسبب معاصيهم وما كسبته أيديهم من مفاسد لجوا إلى النبي ( ص ) وهم يحلفون له الأيمان مؤكدين على سلامة نواياهم وأنهم ما أرادوا من تصرفهم إلا الإحسان والتوفيق بين الناس .وقيل: إنهم اعتذروا للنبي بأن تحاكمهم لغيره من أعدائه ما كان عن كراهية له وإنما كان ذلك على سبيل المداراة و المصانعة .