قوله تعالى:{قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون}
قال الشيخ الشنقيطي:ذكر في هذه الآية الكريمة:أنه قادر على تنزيل الآية التي اقترحها الكفار على رسوله ، وأشار لحكمة عدم إنزالها بقوله{ولكن أكثرهم لا يعلمون} وبين في موضع آخر أن حكمة عدم إنزالها أنها لو أنزلت و لم يؤمنوا بها لنزل بهم العذاب العاجل كما وقع بقوم صالح لما اقترحوا عليه إخراج ناقة عشراء ،وبراء ،جوفاء ، من صخرة صماء ، فأخرجها الله لهم منها بقدرته ومشيئته ، فعقروها{وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا}فأهلكهم الله دفعة واحدة بعذاب استئصال ، وذلك في قوله{وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ، وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}
وبين في مواضع أخر أنه لا داعي إلى ما اقترحوا من الآيات ، لأنه أنزل عليهم آية أعظم من جميع الآيات التي اقترحوها وغيرها ،وتلك الآية هي هذا القرآن العظيم ، وذلك في قوله{أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} فإنكاره جل وعلا عليهم عدم الاكتفاء بهذا الكتاب عن الآيات المقترحة يدل على أنه أعظم وأفخم من كل آية .