{وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ ءايَةً} .وهذا هو الطلب الملحّ الذي يحاول تسجيل نقطة على النبوّة والنبيّ ،فقد جاء الرسول ليخاطب العقل فيهم ،وكانت آيتهالقرآنمنسجمةً مع ذلك الخطّ ،ولكن الناس يريدون الآيات المثيرة التي تهزّ المشاعر والأفكار ،وتسحر العيون ،وكان الجواب أن القضية متعلقة بالله ،وهو القادر على أن ينزل أيّة آية يشاء ،لأنه قادر على كل شيء ،ولكنه يُخضع كل شيء لحكمته في نطاق الحاجة الرسالية والإنسانية إليها ،ولا يجعل ذلك كله خاضعاً لمزاج إنسان معقّد ،مهما اختلفت الكلمات ،واهتزت التحديات ..فإذا لم ينزل على رسوله شيئاً مما يريدون أو يقترحون ،فليس ذلك لنقصٍ في مكانة الرسول أو ضعفٍ في موقفه ،أو عجزٍ في قدرة الله ،ولكن لحكمةٍ في تقديره الأشياء{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا يفكرون تفكيراً عميقاً يعرّفهم بدايات الأمور ونهاياتها وعمقها وامتدادها .