يقول تعالى مخبرا عن المشركين أنهم كانوا يقولون:( لولا نزل عليه آية من ربه ) أي:خارق على مقتضى ما كانوا يريدون ، ومما يتعنتون كما قالوا:( لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) الآيات [ الإسراء:90] .
( قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أي:هو تعالى قادر على ذلك ، ولكن حكمته تعالى تقتضي تأخير ذلك ; لأنه لو أنزلها وفق ما طلبوا ثم لم يؤمنوا ، لعاجلهم بالعقوبة ، كما فعل بالأمم السالفة ، كما قال تعالى:( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) [ الإسراء:59] ، وقال تعالى:( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) [ الشعراء:4] .