قوله تعالى:{وقالوا لولا نزل عليه ءاية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل ءاية ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 37 ) وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثلكم ما فرطنا في الكتب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ( 38 ) والذين كذبوا بئايتنا صم وبكم في الظلمت من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صرط مستقيم} .
قوله:{وقالوا لولا نزل عليه ءاية من ربه} يحكي الله جل جلاله مقالة المشركين السفهاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،إذ قالوا: لولا ،أي هلا نزل ،أي أنزل على محمد آية من ربه أي علامة تكون له حجة كأن ينزل عليه ملك يشهد له بالنبوة ،أو يلقى إليه كنز يغنيه من الفقر أو تكون له جنة يأكل منها .وذلك بالرغم من كثرة ما رأوه من الدلائل الساطعة على صدق نبوة هذا الرسول الكريم .وعلى رأس ذلك كله هذا القرآن الحكيم المعجز الذي ما زال قائما للناس أبد الدهر عاجزين أن يأتوا بسورة من مثله .ثم أمر الله نبيه أن يقول لأصحاب هذه المقالة من المشركين المعاندين:{إن الله قادر على أن ينزل ءاية ولكن أكثرهم لا يعلمون} أي أن الله قادر على إنزال آية أو حجة كما يريدون فهو سبحانه لا يعجزه شيء من ذلك{ولكن أكثرهم لا يعلمون} أي أن أكثر هؤلاء الضالين الفاسقين الذين يسألون مثل هذه الآية أو العلامة لا يعلمون ما سوف يحيق بهم من البلاء والاستئصال لو أنهم أنزل عليهم ما سألوه ثم لم يؤمنوا .