{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} من موقع الوعي للفكرة ،فهم الذي يعرفون مداها في الحياة ،وهم الذين يعون عمقها في الزمن ،وامتدادها في النفس والعقل والضمير ،وهؤلاء هم الأحياء الذين تتفجر الحياة فيهم فكراً وشعوراً وحركة .
{وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} وهم الذين لا يعيشون مسؤولية السمع والبصر والإحساس ،فلا يستفيدون منها في ما يعرفون أو ينكرون ..{ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} ليواجهوا نتائج المسؤولية من خلال الحجة التي أقامها الله عليهم في أنفسهم وفي الكون وفي وحي الرسالات .
ونستوحي من ذلك كله أن على العاملين في سبيل الدعوة إلى الله أن لا ينطلقوا من حالةٍ ذاتية في مشاعرهم السلبية أمام التحديات الموجهة إليهم بالتكذيب لدعوتهم ليشعروا بالحزن والإحباط والسقوط النفسي ،بل إن عليهم التفكير الدائم بأنهم يتحركون من خلال دين الله الذي يريدون للناس أن يرتبطوا به ليتقربوا إلى الله بذلك انطلاقاً من الروح الرسالية التي تدفعهم إلى ذلك ،ولذا فإن عليهم أن يتابعوا الطريق في مواصلة التجربة من دون انفعال ذاتي ،لأنّ التحدي ليس موجهاً إليهم بل إلى الله الذي يعلم كل شيء ويسيطر على كل شيء فلا يضرونه شيئاً ،إن يضرون إلا أنفسهم ولا يشعرون .