قوله تعالى:{ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين} [ الأنعام: 36] .
إن قلتَ: كيف قال لمحمد ذلك({[180]} ) ،وهو أغلظ خطابا من قوله لنوح{إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [ هود: 46] مع أن محمدا صلى الله عليه وسلم أعظم رتبة ؟
قلتُ: لأن نوحا كان معذورا بجهله بمطلوبه ،لأنه تمسّك بوعد الله تعالى ،في إنجاء أهله ،وظن أن ابنه من أهله .
بخلاف محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن معذوراً ،لأنه كَبُر عليه كفرُهم ،مع علمه أن كفرهم وإيمانهم بمشيئة الله تعالى ،وأنهم لا يهتدون إلا أن يهديهم الله تعالى .
قوله تعالى:{والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون} [ الأنعام: 36] .
إن قلتَ: ما فائدة ذكره ،مع أنه مفهوم من قوله قبله:{والموتى يبعثهم الله} لأنهم إذا بعثوا من قبورهم ،فقد رجعوا إليه بالحياة بعد الموت ؟
قلتُ: ليس مفهوما منه ،لأن المراد به ،وقوفهم بين يديه للحساب والجزاء ،وهو غير البعث الذي هو إحياء بعد الموت({[181]} ) .