قوله تعالى:{وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم}
قال البخاري: حدثنا مؤمل ،حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ،حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء ،حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: ( أتاني الليلة أتيان فابتعثاني ،فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة ،فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ،فوقعوا فيه ،ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة .قالا لي: هذه جنة عدن ،وهذاك منزلك .قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ،تجاوز الله عنهم ) .
[ الصحيح 8/192 ح 4674 – ك التفسير – سورة التوبة ،ب الآية] .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله:{وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا} قال: كان عشرة رهط تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ،فلما حضر رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد ،فكان ممر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من المسجد عليهم ،فلما رآهم قال: ( من هؤلاء الموثقون أنفسهم بالسواري ؟) .قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له ،تخلفوا عنك يا رسول الله أوثقوا أنفسهم ،وحلفوا أنهم لا يطلقهمأحد ،حتى يطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم ويعذرهم ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله هو الذي يطلقهم ويعذرهم ،رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين ) .فلما بلغهم ذلك قالوا: نحن – والله – لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا فأنزل الله:{وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم} فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأطلقهم وعذرهم .