وتأتي الصورة المزدوجة ،التي تحمل الجانب المشرق من الصورة ،بإزاء الجانب المظلم منها ،في ما يمثله العمل الصالح في بعض المجالات ،والعمل السيىء في بعض آخر ،ولكنها تتحرك ،على كل حال من موقع الإيمان الصحيح ،الذي إن انحرف الإنسان معه عن الخط المستقيم للعمل ،فإنه لا ينحرف من حالة عمقٍ في الذات ،بل من حالةٍ طارئةٍ متحركة توحي للإنسان بالغفلة التي قد يعود عنها في وقتٍ قريبٍ{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ} عندما اكتشفوا وجه الخطأ في مسيرتهم ،فرجعوا إلى الله في موقف اعترافٍ وابتهال ،{خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً} فوقفوا بين موقعٍ يبعث فيهم الأمل ،وموقعٍ يقودهم إلى اليأس .ولكن الأمل يتغلب على اليأس ،لأن المؤمن لا ييأس من روح الله ،فيبقى في خطّ الرحمة والعفو وفي أجواء الأمل ،{عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} لأن رحمته سبقت غضبه{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .