{حَوْلَكُم}: المحيطين بكم .
{مَرَدُواْ}: مرنوا على الخروج من الطاعة .
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النَّفَاقِ} وأصرّوا عليه ،وانطلقوا في هذا الاتجاه من أجل أن يقفوا حاجزاً بين الناس وبين الإيمان ،ليفتنوهم عن الدين ،ويبعدوهم عن وحيه وهداه .وربما كانت خصوصية أهل المدينة أنهم يواجهون الساحة من خلال نقاط الضعف اليوميّة الموجودة فيها ،ويتحركون فيها من خلال الخطوط المتشابكة التي لا تتمكن من الفصل بين لونٍ ولونٍ وموقع وموقع ،ما يؤدي إلى الكثير من المرونة في الحركة واللعب على حركة الواقع في استغلالٍ للعواطف والمواقف ،{لاَ تَعْلَمُهُمْ} لأنك لا تحيط بالغيب في كثيرٍ من الأجواء المحيطة بك أو البعيدة عنك ،مما يحتاج إلى الاطلاع على خفايا الأشياء ودوافعها ونتائجها المستقبليّة مما لا يعلمه إلاّ الله{نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} لأننا نعلم كل خفايا الأوضاع والأسرار{سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ} ربما كان ذلك عذاب الموت وعذاب الحساب في القبر ،وربما كان هناك وجهٌ آخر للمسألة غير ذلك في ما ينتظرهم من عذاب الدنيا بشكلٍ متكرّر ،{ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} في ما ينتظرهم من عذاب الآخرة .