قوله:{قل بفضل الله ورحمته فبذالك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} فضل الله ،يعني القرآن .ورحمته ،يراد بها هنا الإسلام .وقيل غير ذلك من المعاني المتقاربة .
قوله:{فبذالك فليفرحوا} إشارة إلى الفضل والرحمة ،وهما القرآن والإسلام .{فليفرحوا} ،من الفرح ،وهو السرور والابتهاج{[2000]} .
وأصل الكلام: بفضل الله وبرحمته فليفرحوا بذلك فليفرحوا .والتكرير يراد منه التأكيد وإيجاب اختصاص الفضل والرحمة وهما القرآن والإسلام ،بالفرح دون غيرهما من المنافع الدنيا ومتاعها .فما ينبغي للمؤمن البصير أن يعبأ بمنافع الدنيا وما فيها من وجوه الزينة والمتاع أكثر مما تستحق من اهتمام .وإنما يبتهج المؤمن الحريص ويغمره الفرح والحبور بالتزامه أحكام الإسلام والانتهال من معين القرآن حيث الإيمان والخلق والمواعظ وروائع الأحكام والمعاني .لا جرم أن الركون إلى منهج الله وهو الإسلام ،وإلى كتابه المعجز الحكيم ؛يفضي بالضرورة إلى تحقيق النجاة المثلى وتحصيل السعادة التامة في الدارين ،دار الدنيا ودار الآخرة .
أن الركون إلى الإسلام والقرآن سبيل كل خير ،ومطردة لكل أنواع الشر ،وهو طريق الخلاص من أدران الوقع وأوضار الحياة لكلها .
قوله:{هو خير مما يجمعون} الضمير راجع إلى الفضل والرحمة وهما الإسلام والقرآن ،وذلك خير لهم مما يجمعونه من حطام الدنيا وما فيها من أموال وكنوز وذخائر مادية{[2001]} .