قوله تعالى:{قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعا سبيل الذين لا يعلمون} هذا إخبار حكيم من الله عن إجابته لموسى وهارون دعاءهما على فرعون وقومه وجنوده الظالمين .وقد نسبت الإجابة إلى اثنين مع أن الدعاء كان من واحد وهو موسى ؛لأن هارون كان مؤمن .وهو أن يقول: آمين ،عقب موسى ؛أي دعا موسى وأمن هارون ،والمؤمن داع .
قوله:{فاستقيما} أمرهم الله بالاستقامة والثبات على أمرهما في عدوة فرعون وملائه إلى الإيمان والتوحيد حتى يأتيهم تأويل الإجابة ،وهو عقاب هؤلاء المجرمين الخاسرين .وقيل: مكث فرعون بعد هده الدعوة أربعين سنة ثم أهلكهم ،وقيل: فاستقيما ،يعني: استقيما في الدعاء .والاستقامة في الدعاء تعني الاستعجال في حصول الإجابة .
قوله:{ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} أي لا تسلكا طريق الجاهلين الذين لا يعلمون حقيقة الوعد من الله فتستعجلا القضاء ؛فإن وعد الله لا خلف له .وكذلك وعيده نازل بفرعون وقومه لا محالة{[2027]} .