/م88
{ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوتُكُمَا} أي قبلت ، وإذا قبلت نفذت .
{ فَاسْتَقِيمَا} على ما أنتما عليه من دعوة فرعون وقومه إلى الحق ، ومن إعداد بني إسرائيل للخروج من مصر .وعن ابن عباس رضي الله عنه:فامضيا لأمري وهو الاستقامة .
{ ولاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} أي ولا تسلكان طريق الذين لا يعلمون سنتي في خلقي ، وإنجاز وعدي لرسلي ، فتستعجلا الأمر قبل أوانه ، وتستبطئا وقوعه في إبانه .
هذا وإن في قصة موسى وفرعون في سفر الخروج ما يفسر استجابة هذا الدعاء بما يوافق ما قلناه هنا من إرسال الله النوازل على مصر وأهلها ، ولجوء فرعون وآله إلى موسى عند كل نازلة منها ليدعو ربه فيكشفها عنهم فيؤمنوا به ، حتى إذا ما كشفها قسّى الرب قلب فرعون فأصر على كفره .وقد فصلنا هذا في تفسير قوله:[ الآيات:133135] من سورة الأعراف ، ومنه تعلم أن كل ما خالفها من أقوال المفسرين في معنى الطمس على أموالهم فهو من أباطيل الروايات الإسرائيلية التي كان من مقاصد كعب الأحبار - وأمثاله منها ( كما نرى )- صد اليهود عن الإسلام ، بما يرونه في تفسير المسلمين للقرآن مخالفا لما هو متفق عليه عندهم وعند غيرهم من المؤرخين في وقائع عملية وأمور حسية .