قوله:{أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض} أي هؤلاء المجرمين الذين يبتغون سبيل الله عوجا ويبتغون للمسلمين أن يفارقوا دينهم فيسدروا في الضلال والكفر ،ليسوا بفائتين من عذاب الله ،ولا يعجزون الله هربا إذا أردا أن ينتقم منهم أو يعذبهم تعذيبا .
قوله:{وما كان لهم من دون الله من أولياء} أي ليس لهم من دون الله أنصار ينصرونهم فيدفعون عنهم بأس الله وانتقامه منهم وعقابه النازل بهم ،وإذا وقع بهم عذاب الله لا مناص لهم حينئذ ولا مفر ،فما تغنيهم خلة الأخلاء ولا تغنيهم شفاعة الشافعين .
قوله:{يضاعف لهم العذاب} فهم بإضلالهم الناس عن دينهم وبسبب جحودهم وتكذيبهم بالبعث فإن جزاءهم مضاعف ؛أي يزاد في عذابهم ليكون عذاب الاثنين للواحد منهم ،أو أن عذابهم يضاعف على قدر كفرهم ومعاصيهم ويضاعف من التضعيف ،وهو أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثلين أو أكثر .كذلك الإضعاف والمضاعفة .ويقال: ضعف الشيء تضعيفا .وضعف الشيء إذا مثله ،وضعفاه أي مثلاه ،وأضعفاه أمثاله{[2070]} .
قوله:{ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} هذا وصف لهؤلاء المشركين الجاحدين ،بأنهم لا يستطيعون أن يسمعوا الحق سماع متعظ معتبر ،ولا يبصرونه إبصار متدبر مدكر ؛لأنهم كانوا بكفرهم الذي تلبسوا به وبعصيانهم وصدهم عن سبيل الله .