قوله تعالى{أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يُبصرون}
قال ابن كثير:{أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء} أي بل كانوا تحت قهره وغلبته وفي قبضته وسلطانه وهو قادر على الانتقام منهم في الدار الدنيا قبل الآخرة لكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار وفي الصحيحين:"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ".
قوله تعالى{يُضاعف لهم العذاب} .
قال الشيخ الشنقيطي: بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أن الكفار الذين يصدون الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا ،يضاعف لهم العذاب يوم القيامة ،لأنهم يعذبون على ضلالهم ،ويعذبون أيضا على إضلالهم غيرهم ،كما أوضحه تعالى بقوله:{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} .وبين في موضع آخر أن العذاب يضاعف للأتباع والمتبوعين ،وهو قوله:{حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف} الآية .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} صم عن الحق فما يسمعونه ،بُكم فما ينطقون ،عمي فلا يبصرونه ولا ينتفعون به .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أخبر الله سبحانه أنه حال بين أهل الشرك ،وبين طاعته في الدنيا والآخرة .أما في الدنيا فإنه قال:{ما كانوا يستطيعون السمع} ،وهي طاعته{وما كانوا يبصرون} وأما في الآخرة ،فإنه قال:{فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم} سورة القلم: 42-43 .