/م18
المفردات:
معجزين: أي: ما كانوا معجزين لله في الدنيا أن يعاقبهم ،ولا يمكنهم أن يهربوا من عذاب الله تعالى .
من دون الله: أي: غيره .
أولياء: أنصارا ومعينين يمنعونهم من العذاب .
يضاعف لهم: بإضلالهم غيرهم .
ما كانوا يستطيعون السمع: للحق .
وما كانوا يبصرون: أي: يبصرونه ؛لفرط كراهيتهم له ،كأنهم لم يستطيعوا ذلك .
20{أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ...} الآية .
أي: أولئك الذين افتروا على الله الكذب ،وحاولوا صرف الناس عن الإسلام ،وكفروا بالآخرة ،لم يكن سبحانه وتعالى عاجزا عن إنزال العذاب بهم في الدنيا ،بل هم تحت قهره وسلطانه ،وهو قادر على الانتقام منهم في الدنيا قبل الآخرة ،وليس لهم من أنصار ينصرونهم من دون الله تعالى ويحجبون عنهم العذاب فهم غير قادرين على الفرار من عذابه بأنفسهم ،وليس لهم أنصار قادرين على تخليصهم ،لكن حكمة الله سبقت في إمهال الظالمين إلى يوم القيامة .
{يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ} .سيلقون العذاب مضاعفا في الآخرة ؛لأنهم صموا أسماعهم عن الاهتداء إلى الحق ،وأغمضوا عيونهم عن النظر في أدلة الإيمان .
لقد كانت لهم أسماع وأبصار حسية ،لكنهم لم يستخدموها استخدام الباحث عن الحقيقة ؛فعطلوا منافذ الإيمان في أجسامهم ،وقريب من ذلك قوله تعالى:{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِير} .( الملك:10 ) .
وفي معنى الآية يقول الله تعالى:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} .( إبراهيم: 42 ) .
وفي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) .
و علة مضاعفة العذاب ،هي إهمال الاستماع إلى الحق ،وإهمال النظر في أدلة الإيمان ،الدالة على صدق الوحي كما قال الله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} .( فصلت: 26 ) .