( أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء ) أي:بل كانوا تحت قهره وغلبته ، وفي قبضته وسلطانه ، وهو قادر على الانتقام منهم في الدار الدنيا قبل الآخرة ، ولكن ( يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) [ إبراهيم:42] ، وفي الصحيحين:"إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته "; ولهذا قال تعالى:( يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ) أي:يضاعف عليهم العذاب ، وذلك لأن الله تعالى جعل لهم سمعا وأبصارا وأفئدة ، فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم [ من شيء] ، بل كانوا صما عن سماع الحق ، عميا عن اتباعه ، كما أخبر تعالى عنهم حين دخولهم النار:( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) [ الملك:10] ، وقال تعالى:( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) [ النحل:88] ; ولهذا يعذبون على كل أمر تركوه ، وعلى كل نهي ارتكبوه ; ولهذا كان أصح الأقوال أنهم مكلفون بفروع الشرائع أمرها ونهيها بالنسبة إلى الدار الآخرة .