قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ 12 وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} .
هذه جملة من ظواهر الكونية التي تقع ضمن الطبيعة ،وهي من صنع الله الذي أتقن كل خلق خلقه ،وأحسن كل شيء إحكاما وصنعا .وتلكم هي ظواهر البرق والسحاب والرعد والصواعق .وغير ذلك من ظواهر في الطبيعة والحياة والكائنات ؛فإن ذلك كله من صنع الله ومن تقديره ،كيفما تكون الكيفية التي تتم بها هذه الظواهر سواء كان ذلك بالتماس الكهربي بين الشحنات المختلفة ،أو عملية التمدد في طبقات الهواء بما يفضي إلى الاندفاع السريع نتيجة للحرارة الناشئة عن البرق ،أو التجاذب الشديد الخاطف بين أجزاء من الفضاء وأخرى في الأرض عقب التوافق في أنواع الشحنات ،أو التقاطر في حبات الماء المنهمر من السحاب عقب ملامسته للطبقات الباردة من الجو ،أو غير ذلك من الكلام والتحليل والتعليل ؛فإن المهم بيانه هنا أن ما في هذا الكون من ظواهر وخلائق وأجرام مبثوثة في أجواز الفضاء ،إنما ذلك كله بوجوده وصفاته وحقيقته لهو من أمر الله وصنعه .
قوله:{يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}{خوفا وطمعا} منصوبان على الحال ؛أي خائفين وطامعين .والخوف ،هو من وقوع الصواعق إذا لمع البرق ،أما الطمع ،فهو في حصول الغيث والخصب .