قوله تعالى:{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} قال المشركون الجاحدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لست مرسلا من الله بل أنت متقول .هذه مقالة الجاحدين السفهاء الذين كذبوا رسولهم محمدا صلى الله عليه وسلم ،وكل الشواهد الظاهرة تدل في يقين قاطع أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي صدوق وأنه قد أوحي إليه من ربه ،بل إن العرب المشركون أنفسهم مستيقنون في عميق نفوسهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه وهو فيهم الصادق الأمين .
ومن جملة ذلك مقالة الخصية العتيد أبي جهل: والله إن محمدا لصادق ،وما كذب محمد قط ،ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا .
قوله:{قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} أي قل لهم: حسبي الله شاهدا بصدقي وبكذبكم .كفى بالله خير شاهد على صدقي وحقيقة ما أقول لكم وعلى أنني لست متقولا ؛بل إنني مبعوث من رب العالمين .والله جل وعلا خير الشاهدين .
قوله:{وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} المراد بهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في كتبهم السماوية وهي التوراة والإنجيل ،كقوله في آية أخرى:{أو لم يكن لهم أن يعلمه علماء بني إسرائيل} فقد كان العلماء من بني إسرائيل يتلون في كتبهم المقدسة عن ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو اسمه ،وانه مبعوث للناس ليكون خاتم النبين والمرسلين{[2363]} .